الرئيسية » الأسطورة والمدرب.. كيف أعاد مارتينيز رونالدو إلى قمة أوروبا؟

الأسطورة والمدرب.. كيف أعاد مارتينيز رونالدو إلى قمة أوروبا؟

كتب: نجلاء حاتم

كتب- محمد يوسف

أضاف كريستيانو رونالدو، قائد المنتخب البرتغالي، صفحة جديدة من المجد إلى مسيرته المذهلة، بعدما قاد منتخب بلاده للتتويج بلقب دوري أمم أوروبا على حساب منتخب إسبانيا، في المباراة النهائية التي أُقيمت على ملعب “أليانز أرينا” بمدينة ميونخ الألمانية.

وشهدت المباراة النهائية تألق النجم البرتغالي رغم معاناته من الإصابة، حيث تمكن من تسجيل هدف ساهم به في تعادل منتخب البرتغال مع نظيره الإسباني بنتيجة 2-2، قبل أن يُغادر أرضية الملعب مع نهاية الوقت الأصلي متأثراً بالإصابة، ويُتابع زملاءه وهم يحسمون اللقب عبر ركلات الترجيح بنتيجة 5-3، ليحصد “الدون” لقبه الثاني في دوري الأمم الأوروبية.

وربما يدين صاحب الـ40 عاماً بجزء كبير من هذا الإنجاز إلى مدربه الإسباني روبرتو مارتينيز، الذي أحرز أول لقب له مع منتخب البرتغال، ونجح في بناء مشروع جديد للكرة البرتغالية أعاد من خلاله الثقة إلى كريستيانو رونالدو.

رونالدو في عهد مارتينيز.. عودة الأسطورة

بدأت ملامح هذا الإنجاز تتشكل منذ أن تولى روبرتو مارتينيز تدريب المنتخب البرتغالي في 23 مارس 2023، خلفاً للمدرب فرناندو سانتوس الذي رحل بعد المشاركة في كأس العالم 2022 بقطر.

حينها، كان رونالدو يمر بواحدة من أصعب فترات مسيرته، بعدما فقد مكانه الأساسي في مانشستر يونايتد الإنجليزي، ووجد نفسه على مقاعد البدلاء في آخر مباراتين للبرتغال في المونديال، وهو ما طرح العديد من التساؤلات حول مستقبله مع “برازيل أوروبا”.

وعند تعيين مارتينيز، كانت أولى الملفات الساخنة التي واجهها هي موقفه من استمرار كريستيانو رونالدو مع المنتخب، وسط جدل واسع وانتقادات تطالب بإقصاء اللاعب المخضرم.

لكن المدرب الإسباني أبدى احتراماً واضحاً لأسطورة الكرة البرتغالية، ورفض الرضوخ للضغوط، مؤكداً في أكثر من مناسبة أن رونالدو ما زال قادراً على العطاء، وصرّح بشكل واضح أن “الدون لا يُمس”.

وأثبت النجم البرتغالي صحة رهان مدربه، إذ شارك في 25 مباراة من أصل 30 خاضها المنتخب البرتغالي تحت قيادة مارتينيز، وسجّل خلالها 21 هدفاً وقدّم 4 تمريرات حاسمة، بإجمالي مساهمة هجومية بلغت 25 هدفاً، بحسب موقع “ترانسفير ماركت”.

مشهد الاحتضان الحار بين رونالدو ومارتينيز بعد نهاية المباراة النهائية أمام إسبانيا بدا بمثابة لقطة رمزية للثقة المتبادلة بين الطرفين، والامتنان الذي يكنه القائد البرتغالي لمدربه على تمسكه به ودعمه في الأوقات الصعبة.

العلاقة بين كريستيانو ومارتينيز.. احترام متبادل وتحدٍ مشترك

لم تقتصر العلاقة بين كريستيانو رونالدو وروبرتو مارتينيز على المستطيل الأخضر، بل تجاوزت ذلك إلى مواقف وتصريحات تعكس الاحترام المتبادل بين الطرفين.

فرغم الانتقادات التي طالت كريستيانو بسبب أدائه المتراجع نسبياً في بطولة أمم أوروبا “يورو 2024” الماضية، والتي أثرت على مستوى المنتخب، إلا أن مارتينيز واصل دعمه للنجم المخضرم، وأصر على ضمه للتشكيلة الأساسية.

وفي المقابل، لم يتردد رونالدو في الدفاع عن مدربه، والرد على موجة التشكيك التي طالته حتى بعد قيادته المنتخب لنهائي دوري الأمم الأوروبية.

ففي تصريحاته قبيل المباراة النهائية أمام إسبانيا، قال كريستيانو: “إذا وصل مدرب إلى النهائي، فذلك لأنه قام بعمل ممتاز، إن التشكيك في شخص يتمتع بسجل رائع مع البرتغال يُربكني، لكنني أفهم ذلك، إذا كان هذا حال مدرب بلغ النهائي، فتخيلوا وضع الآخرين”.

وأضاف النجم البرتغالي: “كان هناك شيء من عدم الاحترام في هذا الصدد، الحديث عن مدربين آخرين هو قلة منطق، لكن المدرب قام بعمل استثنائي، حتى عند الفوز، هناك من يُشكّك، لكن هذا جزء من الببغاوات التي تُدلي برأيها في منازلها”.

واختتم قائد النصر السعودي حديثه قائلاً: “ما يجب أن نقوله هو أننا سعداء للغاية بالعمل الذي قام به المدرب، الوصول بجنسية مختلفة، والتحدث بلغتنا، وغناء نشيدنا الوطني بشغف، هذا ما أقدّره أكثر، أما الباقي فلا يُهم على الإطلاق، النتائج إيجابية للغاية، سواء فزنا أم لا”.

مقالات ذات صلة

Leave a Comment