الرئيسية » قصة المسرح المكشوف : “الأب الروحي” لجميع المهرجانات الصيفية.

قصة المسرح المكشوف : “الأب الروحي” لجميع المهرجانات الصيفية.

كتب: مازن هاشم

تُعتبر دار الأوبرا المصرية، بلا شك، المظلة الأساسية لكل مجالات الفن والغناء والموسيقى في عالم الفنون.

فهي المرجع لكل حدث فني، وتستند إليها جميع الجهات التي تسعى لتنظيم فعاليات فنية خارج أسوارها، حيث تُعد بمثابة الأم التي أنجبت عمالقة الفنون في مختلف مجالاتها.

في قلب مسارح دار الأوبرا المصرية، يقع المسرح المكشوف في الساحة خلف المسرح الصغير، وهو المسرح الذي نجح في جذب نوعية جديدة من جمهور الأوبرا، محققًا تاريخًا حافلًا من النجاحات والتميز في فعالياته الصيفية التي أخرجت العديد من النجوم والفرق الغنائية المميزة.

استطاع المسرح المكشوف جذب فئات متنوعة من جمهور الموسيقى والغناء، حيث يتميز بتحرره من قيود الزي الرسمي، مما يتيح له مناقشة أفكار الشباب وتقديم فعاليات صيفية ممتعة تتسم بالإبداع والموسيقى الأصيلة. ومن هنا بدأت الفكرة.

الأب هو ركيزة الأسرة، وهو الأساس الذي يعتمد عليه الأبناء، وهو الدليل لبناء مستقبل ناجح. لذا، يُطلق على المعلم الذي يساهم في نجاح الطلاب لقب “الأب الروحي”، لأن الأب دائمًا ما يكون أساس كل شيء.

ولذلك، يظل المسرح المكشوف هو الأب الروحي لكل المهرجانات الصيفية التي نشهدها في السنوات الأخيرة، حيث كان هو المؤسس للفكرة وأول من قدم المهرجان الصيفي على خشبته خلال شهري يوليو وأغسطس منذ أكثر من عشرين عامًا.

قبل الألفية الجديدة، لم تكن ثقافة الفرق الموسيقية قادرة على جذب انتباه الجمهور، حيث كانت الأعمال الغنائية للمطربين وألبوماتهم هي الأبرز.

حتى جاء الأستاذ محمد ظريف، الذي تم انتدابه من وزارة التربية والتعليم لمكتب الإعلام بدار الأوبرا المصرية، وكان الدكتور مصطفى ناجي رئيسًا للدار والراحل محمد سالم مدير النشاط الثقافي.

خصصت دار الأوبرا ميزانية للمهرجان الصيفي على المسرح المكشوف لا تتجاوز مائة ألف جنيه على مدار ستين يومًا، مما جعل من المستحيل أن يتجاوز أجر أي فنان أو فرقة موسيقية أربعة آلاف جنيه، مما أبعد المسرح عن النجوم.

بعد انتداب الأستاذ محمد ظريف لإدارة الإعلام، فكر في إقامة المهرجان الصيفي على المسرح المكشوف من خلال منهج النسبة، حيث تتحمل الفرقة الموسيقية أو الفنان تكاليف الدعاية والتسويق، مما خلق حالة من الانتشار الواسع.

أصبح المسرح منبرًا للفرق الموسيقية الشبابية التي قدمت أشكالًا جديدة من الموسيقى والغناء، ومن أبرزها فرقة “وسط البلد”، التي كانت نقطة انطلاقها من المسرح المكشوف.

كانت الفرق الموسيقية تتقاضى 75% من قيمة التذاكر المباعة، بينما تحصل دار الأوبرا على 25%، دون دفع أي مبالغ مالية للفرق المشاركة، مما جذب انتباه النجوم الكبار مثل الموسيقار العالمي يحيى خليل وعمر خيرت.

بعد مرور العام الأول على تنفيذ الفكرة، أصبحت أكثر توهجًا وانتشارًا، حيث أقبل النجوم على ضرورة التواجد في فعاليات المسرح المكشوف والتفاعل مع الجمهور الجديد.

كما سعت الفرق الموسيقية العربية من دول مثل السودان والأردن والعراق للمشاركة، بالإضافة إلى نجوم الموسيقى الكبار مثل عمر خيرت ويحيى خليل ونصير شمة، مما جعل المهرجان الصيفي يصل إلى جميع فئات الجمهور.

وبلغ عدد حفلات المهرجان 60 حفلاً على مدار 60 يومًا، محققًا أرباحًا وصلت إلى 40 ألف جنيه، أي 40% من الميزانية المحددة.

لم يتوقف النجاح عند هذا الحد، بل أسست جميع الفرق الموسيقية المشاركة مهرجانات وفعاليات غنائية في بلدانها على نفس النهج، مما جعل المسرح المكشوف يُعتبر الأب الروحي لجميع المهرجانات الصيفية في العالم العربي.

تحدث الأستاذ محمد ظريف رئيس دار أوبرا دمنهور الأسبق ومؤسس فكرة المهرجان الصيفي على المسرح المكشوف، حيث قال: “من أهم خطوات حياتي هو مشروع العمل بالنسبة على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، الذي ساهم في ميلاد العديد من الفرق الموسيقية التي أصبحت من الأهم في العالم حاليًا، بالإضافة إلى جذب جمهور جديد يختلف تمامًا عن جمهور الزى الرسمي.”

وأضاف: “على مستوى الربح المادي،

مقالات ذات صلة

Leave a Comment